ومع تقدمي في السن، تلاشى متجر سلام عجمي من ذاكرتي.. وأصبح شارع التسوق الذي كنا نعيش فيه في صور أكبر وأكثر حداثة، وبدأنا نذهب إلى المزيد من المتاجر الموسعة التي لم تكن زاوية صغيرة مثل سلام، ولكنها كانت تحتوي أيضًا على ملابس عالية الجودة والناس الطيبين مثل عائلة هاشم (أم حسن وأبو حسن)... الآن بعد أن فكرت في الأمر، كان لدى جميع أصحاب المتاجر الذين لا يُنسى لهم شيء واحد مشترك؛ الكرم الشديد واللطف.
في أعماق زوايا عقل فرح، لاح في الأفق كابوس لا يتزعزع، يطارد تجارب ماضيها. إن العيش تحت احتلال خانق ألحق بها ندوباً، وترك اضطراب ما بعد الصدمة عميق الجذور. في الليالي العشوائية، يعود الكابوس مرة أخرى، ويسحبها مرة أخرى إلى الذكريات المروعة، في دائرة لا تنتهي من العذاب. لكن فرح، المرنة والعازمة، واجهت الكابوس. لقد تصارعت مع الكابوس الذي طال أمده، وخففت قبضته تدريجياً. وبعد أن ظهرت أقوى، وجهت آلامها إلى الدعوة والدفاع عن السلام وإلقاء الضوء على جروح الظلم المستمرة. إن رحلة فرح هي شهادة على صمود الروح الإنسانية، وهي طريق من براثن الكابوس إلى احتضان الحرية المتحررة.